تحليل قصيدة أيها المارون بين الكلمات العابرة

القصيدة المقاتلة
محمود درويش
◀ ️أسلوب الشاعر [8]
◀️ على ماذا بنيت القصيدة
تحليل الأقسام ألاربعة للقصيدة :
◀️ أسلوب الشاعر[8]
يجعل “محمود درويش”. من قصائده قصصا سردية ، على هيئة عمودية منسدلة، فلا يترك القارئ، حتى يجد نفسه وسط ملاحم وفتوحات، وإن كانت من حجر ومطر، يجعل بأسلوبه[8] الجذاب من القارئ شاهدا على الحجر المواجه للدبابات، و على القنابل الزاخة كالمطر.
“قصيدة أيها المارون بين الكلمات العابرة”كانت بمثابة قاعدة جَنَدَ بها الشاعر حروفه لتصبح قصيدته، قصيدة مقاتلة.
◀️ على ماذا بنيت القصيدة:
وضع الشاعر ، ركائز قصيدته المبنية على مرجعية تاريخية، لِيُرِي الكيان المتجبر، أن قصائده مابنيت على باطل .
القصيدة جاءت مقسمة لأربعة أقسام، سنأخذ كل واحد منها على حدى، كمحاولة منا تحليلها بشكل مبسط، يوصل القارئ لمعانيها الموجهة مباشرة للمحتل.
◀️ 1)المقطع الأول
أُلزِم “محمود درويش” على تكرار عبارة [أيها المارون بين الكلمات العابرة]، ليمارس الضغط على العقل الباطني للمحتل، بقوة التكرار مع زيادة التشديد في الأبيات التالية للمقطع الرئيسي، كما أن العبارة لها دلالة تاريخية عند اليهود ،فكلمة (العابرة) في المقطع الرئيسي المكرر، لها دلالة تاريخية عند المحتل، ما جعلها أكثر وقعاعا عليهم، فهم المُسَمون (بالعبرانيين) و إن دلت هذه الكلمة المذكورة في كتابهم المقدس العبري 34 مرة وفي 32 آية على شيء، فهو عبورهم وترحالهم، إلى يوم الدين جاء بعدها بأبيات مخاطبا المحتل قائلا: [وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
أنكم لن تعرفوا] اِرحلوا وإن اِستطعتم أخذ جمال أرضنا فل تأخذوها، وخيراتها التي جأت بكم طمعا خذوها ولا تترددوا لكن ارحلوا.
و خذوا معكم ما خلفتموه من دمار [وشاهدوا كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء]
◀️ 2) المقطع الثاني.
بعد أن أعاد عليهم تأكيده على عدم وجود هوية لهم، لا على هذه الأرض ولا على غيرها، وأنهم مارون من هنا لاغير،
واجههم بإجرامهم العاتي المتطور، وأنهم سيظلون يصدونه بأسلحتهم الممدودة لهم من تراب أرضهم، فمقابل دباباتهم حجر ،و لحمهم درع يُحْمَى به الوطن، فَأَطْلِقو العنان لفولاذكم، فلنا مطر يطفئ ناركم،يكمل الشاعر محمود درويش قائلا:
[فخذواحصتكم من دمنا وانصرفوا وادخلوا حفلة عشاء راقص …وانصرفوا] ويعني بهذا البيت أكملوا سخريتكم من إمكانياتنا المنعدمة، ورقصوا على شجن صراخ قتلاكم ،وبعدها غادروا ودَعوا من له شهيد لتشيعه بالورد والزغاريد مكملا يقول: [اتركونا لنحيا كيف ما نحن نشاء]
◀️ 3)في المقطع الثالث
يطعن الشاعر” درويش” في معتقدات أساطير المحتل التي يبنى عليها عرشه الزائف مستندا على توراته المحرفة، والهدهد الذي نَصَّبَهُ اليهود، رمزا لتزوير تاريخهم، لينسبوه لهدهد “سليمان عليه السلام “،وهذا ليؤكدوا للعالم أن لهم شرعية الهيكل المقدس، الذي بناه نبي الله “سليمان” يقول لهم “محمود درويش” [فخذوا الماضي إذا شئتم إلى سوق التحف وأعيدوا الهيكل العظمي للهدهد إن شئتم على صحن خزف] وهذا ماجعل الوسط السياسي الإسرائيلي يستشيط غضباً،فمحمود درويش طعن في ما يدَّعون ،يزيد موضحا نحن لنا ما لا تملكون، لنا أرضنا ولنا قمحنا ، نملك بين أيدينا حاضرنا، ومستقبلها، على هذه الأرض و لنا فيه ما نعمل.
◀️ 4)المقطع الرابع
زاد الشاعر” محمود درويش” لحمته مع شعبه، وتحدث بصفة الجماعة ولم يلبث ان أبدى حنقه بإلقائه مجموعة من الأفعال الآمرة، بوتيرة متسارعة، فقد أتت مدمجة مع تهكمه، على تمسك المحتل، بأساطير ولَّى عليها الزمن، يقول محمود درويش: [أعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس أو إلى توقيت موسيقى المسدس] ثم عاد لِيَعُّدَ للمحتل، عدد ما لهم في هذه الأرض، وأن كل ما لديهم ملموس على أرضهم، ولا يعود لأسطورة أو حلم ولا سراب، فهم لهم أرض و قمح و بر و بحر، و لهم حاضر و مستقبل،وأن تواجدهم على أرض المقدس ،مجرد مرور،لقد أمرهم بالخروج من كل ما يخص بلاده، وختم بالذاكرة قصيدته، لِعِلْمِهِ أنها أخر شيء، سيبقى عليه آثارهم، فكل تلك الجروح و ذاك الدمار، زائل لا محال، بعد أن ينصرفوا ويتشتتوا،كما أمر لهم منذ الأزل، وساعتها لن يبقى لهم أثر إلا في ذاكرتهم.
نخرج من قراءة القصيدة، ونحن ممتلؤن بالمفردات المعبرة، والأجوبة على تساؤلات جَرَت القارئ، للبحث عن القصيدة، بعدما نتج عليها من ضجة[6]، في الوسط السياسي الإسرائيلي، و استحقت تسميتها بالقصيدة المقاتلة[7]،فحروف قصيدة [أيها المارون بين الكلمات العابرة].. ،كانت كرصاص في قلب الكائن المحتل، لنجد كل هذا وأكثر بين سطورها المنسدلة